آخر الأخبار

خالد ناجي: موسيقى Anyma ليست مجرد إيقاع.. إنها تجربة وعي بين العقل والصوت والصورة

 

كشف الإذاعي الكبير خالد ناجي، مذيع أول بالبرنامج الموسيقي وشبكة الإذاعات الدولية، عن التجربة الفريدة التي يقدمها الفنان الإيطالي Anyma — الاسم الفني لـ ماتيو ميلّيري — الذي أعاد تعريف الموسيقى الإلكترونية، وفتح بابًا جديدًا للتفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا.

يقول ناجي: “ما يقدمه Anyma ليس مجرد موسيقى للرقص أو التسلية، بل هو فن إدراكي متكامل، يجمع بين الصوت والضوء والعاطفة في تجربة تحفّز الحواس والعقل معًا. هو يدعوك لتعيش داخل المقطوعة، لا أن تكتفي بالاستماع إليها.”

ويشرح ناجي أن موسيقى Anyma تنتمي إلى نوعي الميلودي تكنو (Melodic Techno) والميلودي هاوس (Melodic / Progressive House)، وهي ألوان موسيقية توازن بين الإيقاع التقني الصارم والعاطفة الإنسانية الدافئة.

“في موسيقاه نسمع إيقاعات تكنو منتظمة لكنها ناعمة، تصحبها طبقات صوتية عاطفية وتأثيرات إلكترونية دقيقة. هذه البنية الصوتية تخلق بيئة غامرة للمستمع، وتفتح أمامه فضاءً تأمليًا جديدًا”، يقول ناجي.

*التأثير العصبي للموسيقى الإلكترونية

يضيف الإذاعي المخضرم أن تأثير موسيقى Anyma يمكن تفسيره علميًا، فالإيقاع المنتظم من نوع 4/4 beat يحفّز ظاهرة التزامن العصبي، أي أن موجات الدماغ تبدأ في التماهي مع الإيقاع، مما يخلق إحساسًا بالتركيز والانغماس أو ما يُعرف بحالة Flow State.

ويتابع: “هذا النوع من الموسيقى يعمل كجسر بين الجسد والعقل، الإيقاع يُنظم الحركات اللاواعية، بينما الألحان تفتح بوابة الوعي الداخلي. إنها موسيقى تُحرّكك من الخارج وتهدّئك من الداخل في الوقت نفسه.”

ويشير ناجي إلى أن الطبقات الصوتية الهادئة في موسيقى Anyma تفعّل الجهاز الباراسمبثاوي المسؤول عن الاسترخاء، فيشعر المستمع بالهدوء الذهني والانغماس الذاتي. أما لحظات الذروة (Drop) فتُحفّز إفراز الدوبامين، وهو ما يفسر الشعور بالنشوة والانتشاء الموسيقي الذي يختبره الجمهور أثناء العروض الحية.

 

*المزج بين السمعي والبصري

ويؤكد خالد ناجي أن تجربة Anyma لا تتوقف عند حدود السمع: “العروض الحية التي يقدمها Anyma تُعتبر تجارب حسية شاملة — تدمج الصوت بالصورة والضوء والخيال. الشاشات الضخمة والعروض الضوئية المتزامنة مع الإيقاع تخلق ما يشبه العالم الموازي، حيث تختلط الحقيقة بالخيال، في ما يمكن تسميته بالواقع الموسيقي الممتد.”

ويضيف أن بعض عروض Anyma تعتمد على تقنيات الواقع الممتد (Extended Reality)، لتذويب الحدود بين العالم الرقمي والعالم الفعلي، بينما تُطرح بعض أعماله كمجموعات NFT تجمع بين الموسيقى والفن البصري في كيان فني واحد.

 

*رحلة داخلية أكثر من حفلة

ويرى ناجي أن ما يميز Anyma هو قدرته على جعل الموسيقى الإلكترونية رحلة تأمل داخلية، لا مجرد إيقاع راقص: “هو لا يقدّم تكنو صاخبًا أو آليًا، بل يوازن بين الحس الإنساني والمنظور الإلكتروني. موسيقاه تُحرّك العاطفة مثلما تُحفّز الفكر، وتمنح المستمع فرصة لاكتشاف ذاته وسط تتابع الأصوات.”

ويختم الإذاعي الكبير حديثه قائلاً: “Anyma هو الوجه القادم للموسيقى الإدراكية — موسيقى لا تُسمع فقط، بل تُختبر وتُعاش. إنها دعوة للتفكير بالصوت، والتأمل بالإيقاع، والوعي بما وراء الموسيقى.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *