سعيد العطوي.. حارس الحياة البرية الصحراوية في السعودية (إيه الحكاية)

سعيد العطوي.. رجل كرّس حياته ليصبح حارسًا للحياة البرية وسط درجات الحرارة المرتفعة، حيث يخاطر بسلامته وراحته لإنقاذ الحيوانات المصابة أو العالقة في البرية السعودية.
رحلات سعيد العطوي لا تقتصر على تصوير الجمال فحسب، بل تشمل أيضًا الاستجابة لنداءات الاستغاثة – نداءات لا يسمعها إلا القليلون، فهو صانع محتوى عن الحياة البرية والمعروف على تيك توك باسم “سعيد العطوي” لم يحظَ بإعجاب متابعيه فحسب، بل اكتسب ثقة الحيوانات الصامتة التي تجوب الرمال.
حياته في إنقاذ الحيوانات البرية بالصحراء القاحلة
تتلخص حياة سعيد العطوي في إنقاذ الحيوانات البرية في الصحراء القاحلة، فينقذ حيوان محتاج سواءً أكان الأمر متعلقا بصقر مكسور الجناح، أو ثعلب مصاب بالجفاف، أو سحلية عالقة في حطام بشري، ومن هنا يأتي دوه فيتدخل ليس كمتفرج، بل كمنقذ.
يتسلح سعيد العطوي بفهم عميق لسلوك الحيوانات، وأساسيات الطب، وسنوات من الخبرة العملية، ويتعامل مع كل عملية إنقاذ بعناية ومسئولية.. ويحمل لوازم الإسعافات الأولية في سيارته، ويحتفظ بالماء والطعام الأساسي معه، ويتعاون مع الأطباء البيطريين عندما تتطلب الحالة علاجًا أكثر تقدمًا.
انتشرت مقاطع الفيديو التي يوثق بها عمليات الإنقاذ هذه انتشارًا واسعًا، ليس بسبب الدراما، بل لصدقها الصريح وقوتها العاطفية.. يشاهد المشاهدون كيف يتعامل بلطف مع الحيوانات الخائفة، وينظف الجروح، ويعيد ترطيب الضعيفة، ويطلق سراحها في البرية كلما أمكن.. كل عملية إنقاذ هي انتصار – ليس فقط للحيوان، بل للرسالة الأوسع التي يشاركها سعيد مع العالم.
تأثير الإهمال البشري على الصحراء
يُسلّط سعيد العطوي، الضوء على تأثير الإهمال البشري من النفايات البلاستيكية في الصحراء، والفخاخ غير القانونية، والحيوانات المهجورة، وحتى تغير المناخ.. حيث تتحول منصته إلى فصل دراسي، ويصبح متابعوه طلاب تعاطف من الأطفال الصغار إلى المغامرين المخضرمين، ويتعلم المشاهدون أن الصحراء ليست خالية – إنها حية، وعرضة للخطر، وبحاجة إلى الحماية.
يُدافع سعيد عن الحماية طويلة الأمد.. ولفت الانتباه إلى الصيد الجائر غير القانوني، وتدمير الموائل، والحاجة إلى قوانين بيئية أكثر صرامة، وهو يُشجع السلطات على إنفاذ لوائح الحفاظ على البيئة، ويُحفّز المجتمعات على المشاركة في الحفاظ على أنظمتها البيئية المحلية.
يُعرف سعيد العطوي أيضًا بعمله مع القبائل المحلية والمجتمعات البدوية لنشر الوعي حول كيفية التعايش مع الحياة البرية.. ويشارك سعيد العطوي معارفه التقليدية حول سلوك الحيوانات، ومواسم التزاوج، وأنماط الهجرة – معارف توارثتها الأجيال، لكنها مُعرّضة لخطر الاندثار.
رسالته الحقيقية هي خدمة الحيوانات
يُعدّ إنشاء المحتوى بالنسبة لسعيد العطوي أداةً لا غايةً.. رسالته الحقيقية هي خدمة الحيوانات، والتعاطف معها، والمسئولية.. كل إعجاب ومشاركة لفيديوهاته تُعزّز قضيةً أعمق هي سلامة حيوانات الصحراء التي لا تستطيع التعبير عن نفسها.
حوّل سعيد العطوي صفحته على تيك توك إلى أكثر من مجرد حساب على وسائل التواصل الاجتماعي.. إنها خط ساخن لمن يجدون حيوانات مصابة.. إنها مكتبةٌ للقاءاتٍ نادرة ودروسٍ قيّمة.. إنها مركزٌ مجتمعيٌّ يتعلم فيه الناس رعاية الأرض ومخلوقاتها، والتصرف حيالها، واحترامها.
يقف سعيد العطوي – في عالمٍ غالبًا ما يكون المحتوى فيه زائلًا، والشهرة فيه تزول – ثابتًا كصخور الصحراء ثابتًا على هدفه، ثابتًا في حبه للحياة البرية.. إنه لا يُرينا الصحراء فحسب، بل يُعلّمنا كيف نحميها.