مدير المركز الفرنسي للدراسات: السيادة جوهر الصراع بين ترامب وأوربا
مدير المركز الفرنسي للدراسات: السيادة جوهر الصراع بين ترامب وأوربا.. أثار الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترمب، الجدل بتصريحاته بشأن أوروبا، أكبر حليف للولايات المتحدة الأمريكية في العالم، بشأن نيته ضم جزيرة جرينلاند، كما يسعى لتحميل القارة العجوز أعباء مالية أكبر في حلف “الناتو”، ويضغط عليها بشكل أوسع لتنفيذ العقوبات على الصين وروسيا.
مدير المركز الفرنسي للدراسات: السيادة جوهر الصراع بين ترامب وأوربا
و ترى الدكتورة عقيلة دبيشي، خبيرة الشؤون الدولية، مدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية، أن الأزمة بين أوروبا والرئيس الأمريكي المنتخب تعكس صراعا أعمق حول السيادة والاستقلالية، إذ يرى ترمب أنه يسعى لإعادة صياغة العلاقات الأوروبية-الأمريكية، بحيث تخدم المصالح الأمريكية بشكل أكبر، خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية، أما أوروبا، فهي تسعى للحفاظ على استقلاليتها الاستراتيجية، لكنها تواجه صعوبات بسبب انقساماتها الداخلية وضعفها النسبي أمام الهيمنة الأمريكية.
وقالت دبيشي، في حديث خاص لـ”رواد الاقتصاد”، إن ترمب يطمح لتحقيق أهداف استراتيجية واضحة، فبالنسبة إلى أوروبا يريد الضغط عليها لتحمّل أعباء مالية أكبر في حلف “الناتو”، والالتزام بالعقوبات الاقتصادية ضد الصين وروسيا، كما يسعى لتقليص نفوذ الاتحاد الأوروبي الذي يراه عائقا أمام التفوّق الأمريكي.
وعن ضم جزيرة جرينلاند، تضيف الخبيرة في الشؤون الدولية أنها تمثل هدفا استراتيجيا لترمب، بسبب موقعها الجغرافي وثرواتها المعدنية الهائلة وأهميتها في التوازن الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وأضافت: “مع الأسف، فإن أوروبا تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع ترمب، بسبب ضعف الوحدة الداخلية، كما أن الانقسامات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعيق بناء استراتيجية مشتركة، وأيضا الاعتماد الاقتصادي والعسكري، لأن أوروبا لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة في قضايا الدفاع والأمن، ومع ذلك، هناك محاولات لتعزيز الاستقلالية، مثل دعوات الرئيس الفرنسي ماكرون لتعزيز ’الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية’، لكن هذه الجهود لم تصل إلى مستوى التحدي المطلوب حتى الآن”.
ونوهت مدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية إلى أن ترمب يتبع سياسة غامضة تجاه روسيا وأوروبا، إذ يضغط على أوروبا لفرض عقوبات على روسيا وتقليص اعتمادها على الطاقة الروسية، مثل مشروع “نورد ستريم 2″، ومن جهة أخرى، يُظهر تقاربا مع روسيا في محاولة لإعادة تشكيل النظام العالمي، بما يخدم المصالح الأمريكية.
وأوضحت دبيشى أن الرئيس الأمريكي المنتخب يسعى لتحقيق مزيج من الأهداف والسيطرة الاقتصادية، إذ يرغب في أن تبقى الأسواق الأوروبية مفتوحة أمام المنتجات الأمريكية وتقليل العجز التجاري مع أوروبا، وأيضا إبعادها عن الصين، إذ يهدف إلى منع الاتحاد الأوروبي من تعزيز علاقاته التجارية مع الصين، خاصة في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية، وأيضا تعزيز الهيمنة إذ يريد أن تبقى أوروبا تابعة للنفوذ الأمريكي في المجالات الدفاعية والاقتصادية، مما يعكس رغبته في الحفاظ على التفوق الأمريكي عالميا.