أزمة منتصف العمر تقتحم الحياة الزوجية المستقرة.. متخصصون يضعون الحلول
تعتبر أزمة منتصف العمر من أكبر المشاكل التي يتعرض لها كلا من الزوج والزوجة والتي تؤثر بالسلب على الحياة الزوجية والأسرية ومن الممكن أن تؤدي إلى هدم الحياة وخراب البيوت إذا لم يتم التعامل معها بشىء من الوعي والحكمة.
لأنها مرحلة محتمة الحدوث ويمر بها اي إنسان، وهي تعيد له احساس الاحتياج العاطفي في وقت معين من العمر فإذا لم يجد اي الطرفين ذلك الاحتياج مع الطرف الآخر يبحث عنه عند أطراف بعيدة.
ومن هنا يحدث الخراب والهدم، وفي السطور التالية نناقش تلك المشكلة الخطيرة مع مجموعة من المتخصصين.
أزمة منتصف العمر تقتحم الحياة الزوجية المستقرة
في البداية تقول الدكتورة عزة زيان استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، إن أزمة منتصف العمر هي مرحلة حرجة يحتاج بها الرجل إلى الاحتياج العاطفي وكذلك المرأة، ويحتاجون ايضا إلى إعادة الثقة في النفس مرة أخرى.
وبالنسبة للرجل، قالت يحتاج إلى من يشعره برجولته وبالنسبة للمرأة تحتاج لمن يشعرها بأنوثتها، وللأسف في هذه المرحلة من العمر يفتقد كلاهما إلى ذلك، فالزوجة بمرور الوقت تهمل زوجها وتهمل نفسها، وبالتالي لا يجد الرجل هذا الاحتياج في زوجته.
وكذلك الحال بالنسبة للزوج الذي يجد عدم اهتمام زوجته به فهو يفعل نفس الأمر معها، لاسيما أنها تهمل في مظهرها وأنوثتها، وبالتالي كلاهما سيفتقد إلى هذا الأمر ومن هنا تحدث المشكلة.
وأكدت الدكتورة عزة أن أزمة منتصف العمر هي مرحلة لابد أن نمر بها مثل مرحلة المراهقة التي نمر بها في شبابنا، بل يزداد عليها الشعور بالندم على ما فات من وقت دون الشعور بالسعادة والاستمتاع بالعمر.
فالرجل يشعر وكأنه يعود إلى مرحلة الشباب ويحاول أن ينسى مسئولياته تجاه أسرته، والمرأة تشعر بأنها تتحمل كل شىء بمفردها دون شعور زوجها بها ومحاولة اسعادها.
وبالتالي كلاهما في تلك المرحلة يتخذون قرارات مصيرية من الممكن أن تؤثر بالسلب على استقرار الأسرة وثوابتها وتزعزع الحياة الزوجية وسعادتها.
وأشارت الدكتورة عزة زيان إلى أن الحل يكمن في الوعي بهذه المرحلة وعي تام وعدم تجاهل الأمر من كلا الطرفين، فعلى الزوجة في تلك المرحلة الاهتمام بجمالها وأناقتها وأنوثتها وتهتم بما يفضله زوجها لتفعله حتى لا يبحث عنه عند امرأة أخرى.
وكذلك الحال بالنسبة للزوج يجب أن يهتم بزوجته ومحاولة اسعادها ببعض الكلمات أو الافعال البسيطة التي يعبر من خلالها عن مدى حبه لها واستمرار إعجابه بها كأنثى.
ومن جانبها أكدت الدكتورة ريهام عبد الرحمن الباحث في الارشاد الأسري، أن أزمة منتصف العمر تكون أشد عند الرجل أكثر من المرأة، فهو يكون شديد اللوم لذاته.
كما أنه يشعر أن اختياره خاطىء للغاية، ويشعر بأن حياته قد انتهت وفشل في اختيار شريكة حياته، وأن حياته الأسرية غير جيدة، ومن الأفضل أن يسرع بإختيار شريكة حياة أخرى تشاركه ما تبقى من عمره.
وأوضحت أن علاج أزمة منتصف العمر يأتي في زيادة الوعي بهذه الأزمة وأعادة استغلالها من خلال إعادة تقبل الذات من الجديد ومحاولة الانشغال في ممارسة رياضة جديدة، أو ممارسة مهارة جديدة مثل القراءة ومحاولة التحدث مع الطرف الآخر، عنما يحتاجه حتى يستطيع أن يجد كل ما يريد ولا يشعر بالنقص.
وأوضح الدكتور أحمد كريمة، استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الزواج قائم على المودة والرحمة وأن الزوج يحتوي الزوجة والزوجة تطيع زوجها وتكون له سكن.
ومن هنا لابد على الطرفين محاولة إيجاد المودة والرحمة فيما بينهما دائما مهما مر عليهم العمر، لأن كل مرحلة عمرية لها احتياجاتها ولابد أن يعي كلا الزوجين ذلك الأمر حتى يحافظون على الميثاق الغليظ وهو الزواج كما وصفه الله عز وجل.