د. أيمن السيد سالم يكشف حقائق خطيرة عن فيروس ماربورج ويُحذر من التراخي في الوقاية

كشف الدكتور أيمن السيد سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العيني بكلية الطب جامعة القاهرة السابق، عن حقيقة فيروس ماربوج بعد تزايد الحديث عنه عالميًا، موضحًا أنه أحد الفيروسات النادرة لكنه شديد الخطورة، وينتمي لعائلة الفيروسات النزفية التي تضم أيضًا فيروس الإيبولا.
وأوضح الدكتور سالم أن فيروس ماربوج ظهر لأول مرة في ألمانيا في الستينيات، ثم سُجلت موجات متفرقة في بعض دول أفريقيا، خصوصًا في غينيا، أوغندا، الكونغو وتنزانيا، مؤكدًا أن مصر حتى الآن خالية من أي تسجيل لحالات إصابة.
ولفت إلى أن الفيروس لا ينتشر بسهولة مثل الإنفلونزا أو كورونا، لكنه يصبح خطيرًا جدًا عند حدوث عدوى مباشرة، نظرًا لمعدل الوفيات المرتفع الذي قد يصل في بعض البلدان إلى 80%.
وأشار الدكتور أيمن السيد سالم إلى أن العدوى تحدث غالبًا عبر الاحتكاك المباشر بسوائل جسم المصاب مثل الدم أو اللعاب أو القيء، وملامسة الأدوات الملوثة بإفرازات المريض، والتعامل غير الآمن مع الحيوانات الناقلة، وعلى رأسها خفافيش الفاكهة.
وأكد أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء بشكل طبيعي، مما يقلل احتمالية انتشاره الواسع في المجتمعات ما لم يكن هناك تماس مباشر مع مصدر العدوى.
وأوضح أن الأعراض تبدأ فجأة وتشمل ارتفاع شديد في الحرارة وصداع قوي، وقيء وإسهال، وآلام عضلية، ونزيف داخلي أو خارجي في الحالات المتقدمة، وهبوط ضغط الدم وفشل بعض الأعضاء، مؤكدا أن التشخيص المبكر قد ينقذ حياة المريض.
وشدد الدكتور سالم على أهمية الوعي، مؤكدًا أن الوقاية هي خط الدفاع الأول، وتشمل الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار، وتجنب الاحتكاك بأي شخص تظهر عليه أعراض شديدة دون ارتداء وقاية، والتعامل الآمن مع النفايات الطبية، وعدم التعامل مع الحيوانات البرية أو خفافيش الفاكهة في المناطق الموبوءة، واتباع إرشادات وزارة الصحة المصرية عند السفر لدول ظهرت بها إصابات.
وأوضح الدكتور أيمن السيد سالم أنه لا يوجد علاج نوعي حتى الآن، لكن يتم الاعتماد على بروتوكولات علاجية داعمة تشمل تعويض السوائل، وإعطاء محاليل وأدوية داعمة للدورة الدموية، وعلاج النزيف، ومراقبة وظائف الأعضاء في الرعاية المركزة
وأكد الدكتور أيمن سالم أن بعض العلاجات ما زالت تحت التجارب، لكن لم يُعتمد أي دواء مؤكد حتى الآن.
ولفت د. ايمن إلى أن الأطفال يُعدّون فئة حساسة، لكنه طمأن الأسر المصرية بأن مصر ليست دولة خطر، ومع ذلك من الضروري تدريب الأطفال على غسل أيديهم قبل الأكل وبعده، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية، وتغطية الفم والأنف عند السعال، والإبلاغ عن أي طفل مريض، والالتزام بنظافة الفصل ودورات المياه
وأشار إلى أن كبار السن ومرضى الضغط والسكر وأصحاب المناعة الضعيفة يجب أن يلتزموا بقدر أكبر من الحذر، خصوصًا عند السفر، مؤكدًا أنه يجب تجنب الأماكن المزدحمة في الدول الموبوءة، ومتابعة أي تعليمات حكومية، مع سرعة التوجه للطبيب عند ظهور أعراض حادة غير معتادة
واختتم الدكتور أيمن السيد سالم حديثه مؤكّدًا أن:
“مصر بعيدة تمامًا عن نطاق انتشار الفيروس، وما يحدث مجرد متابعة عالمية دورية لأي مرض وبائي… والوعي هو أقوى وسيلة للحماية.”




