الأطفال يُصنّعون روبوتات المستقبل ضمن مبادرة "الجيل الرقمي" بثقافة القاهرة

الأطفال يُصنّعون روبوتات المستقبل ضمن مبادرة “الجيل الرقمي” بثقافة القاهرة
في خطوة نوعية تعكس رؤية وزارة الثقافة لبناء جيل جديد يتقن لغة العصر، شهد قصر ثقافة السلام التابع لفرع ثقافة القاهرة انطلاق مبادرة “الجيل الرقمي” تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو، ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبإشراف الفنانة التشكيلية الدكتورة ابتهال العسلي مدير عام فرع ثقافة القاهرة، وتنفيذ الدكتورة رضا الكرداوي خبيرة التحول الرقمي والمشرف العام على المبادرة.
جاءت الفعاليات بالتزامن مع احتفالات أعياد الطفولة، لتتحول من مجرد احتفال تقليدي إلى منصة للإبداع والابتكار المستدام، تجمع بين الثقافة والتكنولوجيا في تجربة فريدة تستهدف الأطفال والنشء.
ورشة رقمية تزرع الوعي والابتكار
احتضن قصر ثقافة السلام الورشة الرقمية الأولى للأطفال، وهي تجربة رائدة في مجال الثقافة الرقمية هدفت إلى تمكين الأطفال من مهارات صناعة الروبوتات وفهم آلياتها من منظور بيئي مستدام.
وخلال الورشة، تعلم الأطفال عملياً كيفية فك وإعادة تدوير المكونات الإلكترونية القديمة من ألعاب وأجهزة مهملة، وتحويلها إلى روبوتات تعمل بالطاقة الشمسية، ما جعل التكنولوجيا بالنسبة إليهم ليست مجرد أدوات ترفيه، بل وسيلة للفكر والابتكار.
رؤية متكاملة نحو مصر رقمية
قالت الدكتورة رضا الكرداوي، استشاري التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والمشرف على المبادرة، إن “الجيل الرقمي” يمثل أول تطبيق فعلي لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي “مصر الرقمية” في المجال الثقافي، مشيرة إلى أن الهدف هو محو الأمية الرقمية وبناء جيل مؤهل لقيادة المستقبل.
وأكدت أن المبادرة تمثل نموذجًا لتكامل التعليم والثقافة والتكنولوجيا في مشروع وطني يهدف إلى ترسيخ مفهوم التحول الرقمي في عقول الأطفال منذ الصغر.
ثقافة مستدامة وإعادة تدوير واعٍ
من جانبها، أوضحت الدكتورة ابتهال العسلي أن هذه المبادرة تسعى إلى دمج مفاهيم التكنولوجيا بالاستدامة البيئية، عبر تدريب الأطفال على إعادة استخدام المخلفات الإلكترونية في مشروعات مفيدة، مضيفة: “نريد جيلاً واعيًا متطلعًا يليق بمستقبل مصر الواعد، جيلاً يعرف كيف يحوّل خردة الأمس إلى أساسيات لمشروعات الغد.”
وأشارت إلى أن الورشة تضمنت أيضًا تعريف الأطفال بمبادئ الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث استخدموا الخلايا الشمسية الصغيرة لتشغيل روبوتاتهم في تجربة عملية ملهمة.
تعاون مؤسسي ومجتمعي واسع
شهدت الفعاليات حضور عدد من الشخصيات العامة، بينهم اللواء أ.ح أحمد جودة عبد السميع رئيس حي السلام أول، الذي أشاد بدور قصور الثقافة في صقل مواهب النشء، والنائبة منيرة الأشقر عضو مجلس النواب، وأحمد الشافعي مدير قصر ثقافة السلام، والأستاذ علي أحمد مسؤول المتابعة بالفرع.
وأكد أحمد الشافعي أن ما يميز مبادرة “الجيل الرقمي” هو الدمج بين المهارات التقنية ومفاهيم الاستدامة، موضحًا أن الأطفال مارسوا عمليًا كيفية استخدام الطاقة الشمسية كمصدر ذكي ونظيف لتشغيل الروبوتات التي قاموا بتصميمها.
ختام مؤثر.. وأمل في المستقبل
اختُتمت الورشة بمشهد مؤثر: أطفال يمسكون بروبوتات صغيرة تتحرك بضوء الشمس، رمزًا لجيل بدأ يفهم أن الطاقة النظيفة والعقول المبدعة هما وقود المستقبل.
وأكد القائمون على الفعالية أن قاعات الثقافة لم تعد فقط أماكن للفن، بل أصبحت منصات لصناعة المستقبل، تجمع بين الإبداع والعلم والمسؤولية البيئية.





