لايت

إلهام البحّار: التعليم الرقمي غيّر مفهوم التعلم.. وأؤمن بأن العلم رسالة لا تجارة

حاورت رواد الاقتصاد البحرينية إلهام البحّار، المتخصصة في اللغة الإنجليزية والمراجِع المعتمدة في جودة التعليم والتدريب، وأكدت أن التعليم الرقمي فتح آفاقًا واسعة أمام المعلمين والطلبة، مشددة على أن رسالتها في المجال التعليمي تقوم على “العلم الذي يُنفع به الناس”.

 

بدأت البحّار رحلتها التعليمية عام 2012، وسعت منذ ذلك الوقت إلى تطوير أساليب تعليم اللغة الإنجليزية بأسلوب مبسّط وسلس. ومع انتشار المنصات الرقمية، أطلقت حسابها على إنستغرام لتقديم دروس مجانية في أساسيات اللغة الإنجليزية عبر إنستغرام وتيمز، مساهمةً في نشر المعرفة بأسلوب قريب من الجميع.

وخلال جائحة كورونا، كانت أول معلمة تُختار لتقديم الدروس الافتراضية المتلفزة عبر قناة البحرين الرياضية، في تجربة وصفتها بأنها محطة فارقة في مسيرتها المهنية.

كيف كان تفاعل المتابعين معكِ أثناء تلك الفترة؟ وهل توقعتِ هذا الانتشار؟

تفاعل المتابعين فاق كل توقعاتي، فقد كان أغلبهم من الطلبة البحرينيين الباحثين عن تطوير لغتهم الإنجليزية. لم أتخيل هذا الانتشار، لكنه منحني دافعًا قويًا للاستمرار وتقديم محتوى أكثر عمقًا وفائدة.

بصفتكِ أخصائية في جودة التعليم، كيف تقيّمين تجربة التعليم الإلكتروني بعد الجائحة؟

تجربة التعليم الإلكتروني كانت ناجحة جدًا. ما حدث خلال الجائحة يُعد نموذجًا يُحتذى به، إذ استطاع الطلبة والمعلمون التأقلم بسرعة مع المنصات الجديدة، واستمر التعليم دون انقطاع، بل تطور بطرق لم نكن نتخيلها من قبل.

ما الأساليب التي تستخدمينها لجعل الدروس ممتعة وسهلة الفهم؟

أحاول دائمًا أن أجعل اللغة الإنجليزية قريبة من الحياة اليومية. أترجم المفردات الشائعة إلى العربية، وأستخدم أسلوب التفاعل عبر “الستوري” في إنستغرام، حيث أطرح سؤالًا، أستقبل الإجابات، ثم أقدّم الشرح بطريقة خفيفة وسهلة الفهم.

ما أبرز الأخطاء التي يواجهها المتعلمون العرب في اللغة الإنجليزية؟

أكثر الأخطاء شيوعًا هي الترجمة الحرفية، والنطق غير الصحيح لبعض المفردات، وصياغة الجمل بطريقة غير دقيقة، إضافة إلى إهمال علامات الترقيم وعدم التفرقة بين اللغة الرسمية واليومية.

من وجهة نظرك، ما الذي يجعل المعلم ناجحًا في بيئة التعليم الرقمي؟

النجاح يعتمد على استخدام استراتيجيات حديثة تشد انتباه الطالب. كما أن ربط اللغة بالحياة اليومية يجعلها أسهل وأقرب للفهم، فكلما شعر الطالب بأن ما يتعلمه مفيد لحياته، زاد حماسه للتعلم.

ما الرسالة التي تسعين لتوصيلها من خلال محتواكِ التعليمي؟

رسالتي هي أن تطوير اللغة الإنجليزية لا يأتي من الخوف من الأخطاء، بل من تكرار المحاولة. التعلم رحلة مستمرة، وكل خطأ هو خطوة نحو الإتقان.

هل تؤمنين أن التعليم المجاني قادر على صناعة التغيير؟

نعم، لكن بشرط أن يكون الهدف منه نشر العلم لا تحقيق مكسب. أنا أقدّم محتواي بدافع الإيمان بأن العلم رسالة، وأن واجبنا أن ننفع به الآخرين قبل أن نفكر في المقابل المادي.

ما نصيحتكِ لمن يريد أن يبدأ بصناعة محتوى تعليمي هادف؟

أن تكون لديه رسالة واضحة، وألا يسعى وراء الشهرة، بل وراء التأثير. المنصات الرقمية اليوم سلاح قوي، إما أن نستغله للتطوير أو نضيّع الوقت فيه بلا فائدة.

بعد كل هذا النجاح، ما خطوتك القادمة؟

أسعى لتوسيع نطاق عملي بإطلاق دورات متقدمة في اللغة الإنجليزية داخل وخارج البحرين، إلى جانب العمل على إنشاء منصة تعليمية خاصة تقدم اللغة بطريقة مبسّطة وشاملة.

كيف ترين مستقبل التعليم الرقمي في العالم العربي؟

أرى أنه مستقبل التعليم الحقيقي. إذا تم استثماره بالشكل الصحيح، فسيكون أحد أهم الأدوات في تطوير الإنسان العربي ونشر المعرفة بطريقة سهلة ومجانية.

Bahraini Ilham Al Bahar, Rowad eleqtsad
Bahraini Ilham Al Bahar, Rowad eleqtsad

أجرى الحوار: حسام راضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

slot gacor

joker gaming