الدكتور أيمن سالم: التليف الرئوي مرض صامت يهدد الجهاز التنفسي

الدكتور أيمن سالم: التليف الرئوي مرض صامت يهدد الجهاز التنفسي
كشف الدكتور أيمن سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني جامعة القاهرة السابق، أن مرض التليف الرئوي هو من الأمراض الشائعة والمنتشرة في الآونة الأخيرة.
وأكد د. أيمن سالم أن التليف الرئوي يعد مرضًا تنفسيًا خطيرًا يتسم بتكوّن ندبات في أنسجة الرئة، مما يؤدي إلى تصلبها وفقدان مرونتها، ويصعّب على الرئتين أداء وظيفتهما الأساسية في تبادل الأكسجين، هذه الحالة التدريجية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى، وتتطلب فهمًا شاملاً لأنواعها وأسبابها وطرق التعامل معها.
وأوضح د. أيمن سالم أن التليف الرئوي هو عبارة عن مرض تتلف فيه الأكياس الهوائية الصغيرة (الحويصلات الهوائية) والأنسجة المحيطة بها في الرئتين، مما يؤدي إلى تراكم النسيج الضام الليفي الزائد وتكوين ندبات، هذه الندبات تجعل جدران الرئة سميكة وصلبة، وتقلل من قدرتها على امتصاص الأكسجين، مما يسبب ضيقًا في التنفس وسعالًا مزمنًا وتعبًا.
وأشار د. أيمن سالم أن التليف الرئوي أنواع عديدة والتدخين مسبب رئيسي لمعظمها، لافتا إلى أن التليف الرئوي يأخذ أشكالًا مختلفة، بعضها معروف السبب والآخر مجهول، والتليف الرئوي مجهول السبب هو النوع الأكثر شيوعًا وخطورة من التليف الرئوي، حيث لا يمكن تحديد سبب واضح لتكوّن الندبات، غالبًا ما يصيب كبار السن فوق 50 عامًا، وهو يمثل حوالي 50% من حالات التليف الرئوي، و يتميز هذا النوع بتقدم سريع نسبيًا، وقد تتدهور الحالة بسرعة لدى بعض المرضى، بينما قد يعيش آخرون لسنوات أطول.
وهناك التليف الرئوي الثانوي وأوضح د. أيمن سالم أنه يحدث النوع نتيجة لأسباب معروفة، وتشمل الأمراض المناعية الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمراء، وغيرها من الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم أنسجة الرئة، بالإضافة إلى التعرض لبعض المواد البيئية والمهنية مثل غبار السيليكا، ألياف الأسبستوس، غبار المعادن الثقيلة، غبار الفحم، غبار الحبوب، وروث الحيوانات.
وأكد أن هناك بعض المسببات الأخرى مثل أدوية علاج أمراض القلب، وبعض المضادات الحيوية، وأدوية العلاج الكيميائي (البليومايسين)، والأدوية المضادة للالتهابات، والعلاج الإشعاعي وخاصة العلاج الإشعاعي للصدر الذي يستخدم في علاج بعض أنواع السرطان، وبعض الالتهابات البكتيرية والفيروسية المزمنة، ويمكن أن يؤدي الارتجاع المزمن لأحماض المعدة إلى الرئتين إلى تلف الأنسجة وتليفها، وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون هناك تاريخ عائلي للمرض، مما يشير إلى دور العوامل الوراثية والطفرات الجينية.
أما عن أعراض التليف الرئوي فيقول د. أيمن سالم إن الأعراض تتطور تدريجيًا وتزداد سوءًا بمرور الوقت، وتشمل الأعراض الشائعة ضيق التنفس خاصة مع المجهود البدني، ومع تقدم المرض يصبح ضيق التنفس دائمًا حتى في أوقات الراحة، والسعال الجاف المزمن وقد يكون شديدًا ومزعجًا، والتعب والإرهاق وضعف عام، وفقدان الوزن غير المبرر وفقدان الشهية، وألم أو انزعاج في الصدر.
وأشار د. ايمن سالم إلى أن تشخيص التليف الرئوي يعتمد على التاريخ الطبي والفحص السريري حيث يسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ الصحي والتعرض لأي عوامل خطر، بالإضافة إلى اختبارات وظائف الرئة لقياس قدرة الرئتين على أداء وظيفتها، واجراء الأشعة السينية للصدر والتي قد لا تكون كافية للتشخيص في المراحل المبكرة، والأشعة المقطعية عالية الدقة للصدر وهي تعتبر حجر الزاوية في التشخيص، حيث تظهر التغيرات النمطية للتليف، وغسيل القصبات الهوائية لأخذ عينات من السائل داخل الرئة وتحليلها، وأخذ عينة من الرئة و قد تكون ضرورية في بعض الحالات لتأكيد التشخيص، ويمكن أن تكون خزعة جراحية أو عبر التنظير.





