علي الحليوة يكشف التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية على الأسواق العالمية
كشف علي الحليوة، الخبير الاقتصادي والمحلل المالي، عن التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية على الأسواق العالمية، لافتا إلى تصاعد المخاوف العالمية تجاه أسعار النفط والغذاء والمعادن، التى وصلت لأعلى مستوياتها خلال أيام قلائل منذ اشتعال التوترات السياسية بين موسكو وكييف.
أضاف علي الحليوة خبير أسواق المال، في تصريحات صحفية اليوم ، أن نقص إمدادات الطاقة يأتى على رأس المخاوف العالمية، في ظل استحواذ روسيا على مرتبة متقدمة عالميًا في إنتاج وتصدير النفط والغاز، لاسيما للقارة الأوروبية، والتي تعتمد بنسبة 40 % على وارداتها من الغاز الروسي لسد احتياجاتها، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 70 % بعد اشتعال الوضع بين روسيا وأوكرانيا، وذلك وفقا لـ”فايننشيال تايمز”.
أوضح على الحليوة، أن نقص الطاقة يهدد الاقتصاد العالمى بأزمة تماثل حظر تصدير النفط بعد حرب أكتوبر 1973، مشيرا إلى أن أسعار القمح قفزت لأعلى مستوى منذ عام 2008؛ بسبب تصاعد التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا.
أشار على الحليوة، إلى أن حركة التصنيع مهددة؛ بسبب ارتفاع المعادن لأعلى مستوياتها منذ أكثر من 10 سنوات؛ لافتا إلى أن أسعار السلع فى أمريكا قفزت لأعلى مستوى منذ 40 عاما بعد تأزم الوضع سياسيا بين روسيا وأوكرانيا.
لفت على الحليوة، إلى أن التضخم فى بريطانيا سيرتفع من 5.5% إلى أكثر من 7% بحلول إبريل المقبل لأول مرة منذ 30 عاما، إضافة إلى تعطيل سلاسل توريد السلع والتجارة البحرية بين دول العالم بعد اشتعال الأزمة بين موسكو وكييف؛ وذلك وفقا لـ”رويترز”.
ألمح على الحليوة، إلى أن بريطانيا تستعد لرفع أسعار فواتير الغاز والكهرباء للمنازل بنسبة 54 % اعتبارا من إبريل المقبل؛ وذلك بحسب “بلومبرج”، مشيرا إلى العقوبات الاقتصادية التى فرضتها الدول الغربية على روسيا اقتصاديا، حيث اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى وكندا على فصل بعض البنوك الروسية عن نظام “سويفت” العالمي للتعاملات بين المصارف، والذى تعتمد عليه روسيا بشكل كبير في صادراتها الرئيسية من النفط والغاز.
نوه على الحليوة، إلى أن استبعاد روسيا عن نظام “سويفت” العالمى للتعاملات بين المصارف يعنى عزل روسيا عن النظام المالى الدولى؛ لأنه يعد شريانا ماليا عالميا يسمح بانتقال سلس وسريع للمال عبر الحدود، موضحا أن كلمة سويفت – SWIFT – هي اختصار لـ”جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”، وقد أنشئ هذا النظام عام 1973 ومركز هذه الجمعية بلجيكا، ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة.
وفى سياق متصل، يرى على الحليوة أن نظام “سويفت” المالى الدولى يرسل أكثر من 40 مليون رسالة يومية، إذ يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات، مشيرا إلى أن نظام سويفت يجعل التجارة الدولية الآمنة ممكنة لأعضائها، وليس من المفترض أن تنحاز إلى أي طرف في النزاعات.
ومن جهته، لفت على الحليوة إلى أن نظام “سويفت” أنشئ من بنوك أمريكية وأوروبية، كانت ترغب في ألا تسيطر مؤسسة واحدة على النظام المالي وتطبق الاحتكار، ويتكون من أكثر من 2000 بنك ومؤسسة مالية؛ ويشرف عليه وفقا لـ Ali hleewa البنك الوطني البلجيكي، بالشراكة مع البنوك المركزية الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا، إضافة إلى إغلاق معظم الدول الأوروبية، مؤخراً، مجالها الجوي أمام شركات الطيران الروسية.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح بأنه اتخذ قرار القيام بعملية عسكرية في دونباس بأوكرانيا؛ بسبب الاستفزازات المسلحة من جانب كييف تجاه جمهوريتي دونيتسك و لوهانسك الشعبيتين، وخاصة في الفترة الأخيرة، والتى صاحبتها تهديدات غربية شديدة اللهجة تجاه روسيا الاتحادية، مضيفا أن الظروف تتطلب عملا حاسما من روسيا.