أيمن الرقب: محمد السنوار يقود “حماس” حاليا.. وخالد مشعل مرشح محتمل
أيمن الرقب: محمد السنوار يقود “حماس” حاليا.. وخالد مشعل مرشح محتمل.. بعد اغتيال قائد حركة حماس، يحيى السنوار، قال خليل الحية، القيادي في الحركة المقيم في الخارج، إن السنوار قد استشهد، مشيرًا إلى أن “أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا إذا توقفت العدوانية ضد غزة، وتم الانسحاب الكامل منها، بالإضافة إلى الإفراج عن الأسرى من السجون”.
ومع استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تتساءل الأوساط السياسية عن مستقبل قيادة حماس، في ظل التحديات الحالية، حيث يظهر خليل الحية كمرشح محتمل، بينما تبقى قضية الاحتلال ومصير الفلسطينيين محور النقاشات.
أيمن الرقب: محمد السنوار يقود “حماس” حاليا.. وخالد مشعل مرشح محتمل
وفي هذا الصدد، قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في حديث أجراه مع شبكة “رؤية” الإخبارية ، إن خليل الحية لا يخشى تولي رئاسة المكتب السياسي لحماس، فقد عاش سنوات طويلة وسط الشهداء الذين غادروا المشهد، من بينهم صديقه الشخصي، نائب القائد العام لكتائب القسام، أحمد الجعبري، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في عام 2012. لكن هناك إجراءات تجري داخل حركة حماس لاختيار مرشح لرئاسة المكتب السياسي بشكل مؤقت.
وعن التوقعات لرئاسة المكتب السياسي لحماس، أشار إلى أن من بين المرشحين المحتملين، رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، بالإضافة إلى رئيس مجلس الشورى محمد إسماعيل درويش، المعروف باسمه الحركي أبو عمر حسن.
وهناك أيضاً أسماء أخرى بارزة مثل موسى أبو مرزوق أحد مؤسسي حركة حماس عام 1987، والقيادي وعزت الرشق. من بين الأسماء المرشحة أيضاً غازي حمد وصلاح البردويل.
وبسؤال هل تخشى قيادة حماس مصير الاغتيال؟ أجاب الرقب: أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس سواء في الداخل أو الخارج، يمكنهم التنافس على هذا الموقع. ومع ذلك، فإن صعوبة الاتصال في قطاع غزة قد تجعل الأمر أكثر تركيزًا على من هم في الخارج.
وواصل: أياً من هؤلاء القادة يخشى الاغتيال، خاصةً أنهم جميعاً ينتمون إلى تنظيم عقائدي يعتبر التضحية جزءاً أساسياً من مسيرتهم. الشعب الفلسطيني ككل يعتبر نفسه مشروع شهادة، وبالتالي، لا يبدو أن أي منهم يخشى هذا المصير إذا تولى المنصب.
وأكد أن من يتولى قيادة حركة حماس الآن، محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، هو قائد الجناح العسكري لكتائب القسام. وقد لعب دورًا أساسيًا في صفقة جلعاد شاليط المعروفة بـ”وفاء الأحرار”، حيث أصر على وجود يحيى السنوار كشرط رئيسي لإتمام الصفقة. يُعرف محمد بشخصيته القوية وعزيمته، ورغم بعده عن السياسة والإعلام، فإنه يُعتبر مقاتلًا بارزًا.
مشددا على أن محمد السنوار يواجه تحديات كبيرة في التواصل، حيث تُقطع الاتصالات بين المقاتلين في غزة والقيادات السياسية في الخارج. هذا يعقد عملية نقل الرسائل ويجعلها تستغرق وقتًا طويلاً، مما يضيف صعوبة في إدارة الوضع العسكري والسياسي.
وعن استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي المقبلة، قال إن الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو، يسعى للحصول على معلومات استراتيجية دون أن يتحمل أي ثمن سياسي، مثل الانسحاب من غزة أو إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين. وقد أعرب نتنياهو عن رفضه القاطع لهذه المطالب، مما يُعقّد فرص التفاوض ويزيد من تعقيد الموقف.
وتعثرت المفاوضات بسبب عدم استعداد نتنياهو لاستكمال الهدنة أو قبول المشاريع المطروحة من الولايات المتحدة ومصر. ومع ذلك، تشير التطورات إلى أن حركة حماس ستعمل على ترتيب أوراقها السياسية في الأيام المقبلة.
وفي نهاية المطاف، يتضح أن حماس تحتاج إلى تنظيم وضعها السياسي لمواجهة الاحتلال بفعالية. ومع ذلك، لا يزال الشعب الفلسطيني يرفض قبول شروط الاحتلال ما لم تكن هناك آفاق سياسية واضحة، خاصةً في ظل المجازر الأخيرة التي ارتُكبت بحقهم.
وشدد على أن القضية الفلسطينية لا تنتهي باستشهاد أي قيادي، فحتى بعد استشهاد ياسر عرفات، الذي كان رمزًا للشعب الفلسطيني، استمرت القضية. كما شهدت حركة حماس استشهاد العديد من قياداتها، لكنها تمكنت من تجديد نفسها. لولا تلك التضحيات، لما كان ليصل يحيى السنوار إلى ما حققه اليوم.
مؤكدا أن الصراع المستمر يعكس ثورة متجددة، ولا يزال قائمًا. تسعى هذه الحرب إلى فتح مسارات سياسية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية. وفي غياب هذه المسارات، سيستمر الصراع، حيث ساهم الاحتلال في خلق ثقافة الكراهية على مر السنوات، مما يجعل إنهاء هذا الصراع أمرًا صعبًا.
ونوه إلى أن تأخر قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعود لأسباب سياسية بحتة. يبدو أن السياسة قد تدخلت بشكل كبير في سير العدالة هذه المرة. فقد أشار المدعي العام للمحكمة الجنائية، كريم خان، إلى أنه تعرض لضغوط وتهديدات تمس أسرته، مما يعكس التأثيرات السلبية التي يمكن أن تتركها السياسة على القضاء الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، تأخرت محكمة العدل الدولية في إصدار مذكرات أو أحكام تتعلق بالانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال، مما يُظهر بوضوح كيفية تأثير السياسة على عمل القضاء الدولي. مقارنةً بذلك، برزت تجربة مختلفة عندما أصدر الاتحاد الأوروبي مذكرات ضد شخصيات بارزة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث استغرقت تلك العملية أسبوعين فقط.
في حين أن مداولات المحكمة الجنائية الدولية المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي تجاوزت عشرة أشهر دون إصدار قرار، مما يعكس عدم تكافؤ المعايير في معالجة القضايا الدولية.