عقد من الحوار والسلام.. “كايسيد” يكرّم خريجي برنامجه الدولي في لشبونة

لشبونة – حسام راضي
شهدت العاصمة البرتغالية لشبونة احتفالية خاصة بمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاق برنامج الزمالة الدولية الذي يقدمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، وهو أحد البرامج العالمية الرائدة في تدريب القيادات الدينية والمجتمعية على مهارات الحوار وبناء الجسور بين الثقافات.
الفعالية التي جمعت شخصيات دينية ودبلوماسية وأكاديمية من مختلف أنحاء العالم، جاءت لتسلّط الضوء على تأثير البرنامج خلال عقد كامل، وكيف ساهم في تحويل الحوار إلى ممارسة مجتمعية تعبّر عن احتياجات الناس وتطلعاتهم للسلام.
وفي افتتاح الاحتفال، أكد الأمين العام بالإنابة للمركز، السفير أنطونيو ريبيرو دي ألميدا، أن البرنامج انطلق قبل عشر سنوات انطلاقًا من قناعة بأن السلام الحقيقي يبدأ من القاعدة المجتمعية. وقال:
«آمنا بأن الحوار لا يزدهر إلا حين تكون المجتمعات نفسها جزءًا من صناعة القرار، وأن الثقة هي حجر الأساس في كل عملية سلام».
وأشار إلى أن شبكة خريجي البرنامج أصبحت اليوم تمتد إلى نحو 100 دولة، وتضم قيادات تمثل خلفيات دينية وثقافية متعددة، ما يعكس تأثير البرنامج في دعم التفاهم العالمي.
من جهته، أوضح عضو مجلس إدارة المركز، لوران بسانيت، أن نهج كايسيد يقوم على الجمع بين قادة الأديان وصنّاع القرار، مؤكدًا أن التدريب الذي يوفره البرنامج يمنح المشاركين فهمًا عمليًا لحقوق الإنسان والدور الحيوي للحوار في مواجهة تحديات عالم اليوم.
بينما شدد الأمين العام السابق للمركز، فيصل بن معمر، على أن البرنامج يستند إلى رؤية تعتبر الحوار ممارسة يومية وليست حدثًا موسميًا، وأن بناء الثقة بين المجتمعات هو الطريق الأكثر فاعلية للوصول إلى سلام مستدام.
وأكد مدير البرنامج، البروفيسور أندرو ج. بويد، أن الحوار بين الأديان والثقافات يعتمد على الإصغاء المتعمق وبناء مساحات مشتركة تسهم في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية.
برنامج يمتد لعام كامل وشبكة تعاون مستمرة
أُطلق برنامج الزمالة عام 2015، ويعمل على مدار عام يتخلله تدريب حضوري وافتراضي، وتنتهي الرحلة بمشروع حواري ينفذه الزميل في مجتمعه بدعم من المركز. وبعد التخرّج، يصبح المشاركون جزءًا من شبكة عالمية تتفاعل وتعمل معًا لإطلاق مبادرات حوارية جديدة.
جلسات، شهادات، وأفكار للمستقبل
احتفالية الذكرى العاشرة قدّمت مزيجًا من الجلسات المتخصصة والشهادات المؤثرة لعدد من الخريجين الذين استعرضوا كيف كانت مشاريعهم سببًا في تعزيز التماسك المجتمعي داخل بلدانهم.
وتناول البرنامج النقاشي للفعالية موضوعات عديدة، منها:
دور الشباب في ترسيخ ثقافة السلام،
تمكين القيادات النسائية في العالم العربي،
تجارب من نيجيريا في تحقيق التماسك الاجتماعي،
تقييم أثر مبادرات الحوار،
نتائج التقييم المستقل لأداء البرنامج خلال عشر سنوات،
إضافة إلى ورش عمل تطبيقية ركزت على إدارة الحوار في المناطق الخارجة من النزاعات.
واختُتمت الاحتفالية بتخريج دفعة عام 2025 من برنامج الزمالة.
أثر عالمي يمتد لعشر سنوات
على مدار عقد، استفاد مئات القيادات من البرنامج، وأسهموا في نشر التفاهم والتعايش في أكثر من 100 دولة.
شبكة خريجي كايسيد تحوّلت إلى منصة حقيقية لصناعة المبادرات وخلق جسور الحوار عبر القارات.





