“زهرة لم تكتمل بعد …لكنها تظل جميلة “

“زهرة لم تكتمل بعد …لكنها تظل جميلة “
في ركن هادئ من حياة كل فتاة، تبدأ علامات التغير. تظهر فجأة أحيانًا، أو ببطء لا يلاحظه أحد.
في تلك اللحظات التي تتحوّل فيها الملامح وتتشكل المرايا، تحتاج الفتاة المراهقة إلى شيء واحد أكثر من أي شيء: الاحتواء النفسي.
مرحلة البلوغ ليست مجرد تغيرات جسدية، بل نقطة تحول داخلية عميقة. يبدأ الجسد في إرسال إشاراته: نمو الثديين، الدورة الشهرية، تغيّر الصوت، أو ملامح الوجه. لكن، ماذا لو تأخرت هذه العلامات؟ ماذا لو وقفت فتاة أمام مرآتها تتساءل: “ليه أنا مش زي صحابي؟”
توجد فجوة خفية بين الشكل والمشاعر مثلا
بعض الفتيات لا تظهر عليهن علامات البلوغ في نفس توقيت رفيقاتهن، مما يفتح بابًا للأسئلة، والمقارنات، وربما الخوف من أن “فيّ حاجة غلط”.
وهنا، يبدأ الضغط النفسي. قد تبدو الأمور عادية على السطح، لكنها في الداخل مليئة بالتوتر، وفقدان الثقة، والشعور بالعزلة.
وهنا يبدا الدعم الاسري لان الأسرة هي خط الدفاع الأول. والمطلوب هنا ليس فقط الشرح العلمي – بل احتواء طشعوري دافئ.
يجب أن تسمع الأم ابنتها جيدًا، وتحتوي قلقها دون سخرية أو تقليل. كلمات مثل:
• “كل جسم وله توقيته”
• “اللي إنتي فيه طبيعي”
• “أنا كنت زيك زمان”
قد تصنع فرقًا كبيرًا في شعور البنت بالأمان .
ومن خلال ماسبق نسرد طرق دعم الفتاة نفسيا كالاتي :
1. ابدأ بالحديث قبل ظهور العلامات: كلما بدأ الحوار مبكرًا، قلّت الصدمة وزاد تقبّل الذات.
2. استخدمي لغة بسيطة قريبة من عالمها: تجنبي المصطلحات الطبية الثقيلة، وركزي على التطمين والتشجيع.
3. شاركيها قصص فتيات مررن بنفس الموقف: التشارك يقتل العزلة.
4. راقبي سلوكها بصمت وذكاء: هل انسحبت اجتماعيًا؟ هل تقارن نفسها كثيرًا؟ هنا يبدأ التدخل النفسي الحقيقي.
5. ابني معها صورة واقعية عن الجمال والأنوثة: بعيدًا عن الصور النمطية و”قوالب السوشيال ميديا”
وطبعا لانستطيع تجاهل دور المدرسة في الدعم النفسي للفتاه لانها تكمل دعم الاسرة لها فعلي المعلمات والإخصائيات النفسية يجب أن يكنّ على وعي بأثر “الاختلافات الجسدية” في مرحلة البلوغ. ورش التوعية الصحية لا يجب أن تقتصر على المعلومات البيولوجية، بل تشمل الجانب النفسي، وتفتح مجالًا للحوار والتعبير.
ويوجد اكثر من 60% من الفتيات تأخرلديهم البلوغ الظاهري مقارنة بصديقاتهن اظهرن مشاعر قلق واكتئاب بسيط وميل للانعزال الاجتماعي .
في النهاية، لا تحتاج الفتاة إلى أن تتغير لتُقبل، بل أن تُقبل كما هي لتتغيّر من الداخل بثقة وطمأنينة ويحدث كل هذا من خلال الاحتواء.
لذلك، نحن لا ندعمها لتُشبه غيرها، بل لنساعدها أن تحب نفسها كما هي، وتفهم أن لكل زهرة موعدها لتتفتح… ولا توجد زهرة تأتي متأخرة
كتابة / د. أمنية شعيب
استشاري نفسي اكلنيكي