آراء حرة

ناجح النجار يكتب: المجتمع الدولي وازدواجية المعايير

أثار مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ردود أفعال دولية وإسلامية، جراء تلك الجريمة التي استيقظ العالم على إثرها الإسبوع الماضي، مما يؤكد عربدة الاحتلال الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل دون النظر إلى أي قوانين أو اتفاقيات أو مواثيق دولية، فهل تُغير هذه الجريمة البشعة من موقف المجتمع الدولي وتعاطيه مع القضية الفلسطينية؟.

كما أن اغتيال الصحفية شيرين أبوعاقلة من قبل قوات الاحتلال أثناء تغطيتها الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة جنين، مثلما قتلت آلاف الفلسطينيين الأبرياء من قبل وحتى كتابة هذه السطور، لهو عمل إجرامي مكتمل الأركان لإخفاء جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

المجتمع الدولي عليه أن يتحمل المسؤولية الكاملة تجاه ما يحدث من انتهاكات وهدم للمنازل وتهجير الفلسطينيين قسريًا وتوسيع وتيرة الاستيطان.

وعليه أن يتوقف أيضًا عن الشجب والإدانة، والكيل بمكيالين ما بين ما يحدث في القضية الفلسطينية وبين الأزمة الأوكرانية.

حيث علينا أن نعترف جميعًا عجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن وقف جرائم الاحتلال وفي مقدمتها جريمة الاستيطان، وعجزه أيضا في احترام مسؤولياته، وتنفيذ مئات القرارات الأممية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

والسؤال.. لماذا لم تتم مساءلة ومعاقبة قوات الاحتلال سارقي الأرض على انتهاكاتهم وخروقاتهم الجسيمة للاتفاقيات وللقانون الدولي وحقوق الإنسان الذي يتشدق به المجتمع الدولي عامة، والغرب على وجه الخصوص، بما في ذلك الالتزام باتفاقيات جنيف؟.

العالم يتساءل عن سياسة الدول الغربية تجاه الاجتياح الروسي لأوكرانيا وطريقة التعاطي معها، وما يحدث منذ عقود في الأراضي الفلسطينية، دون أن تحرك ساكنًا تجاه انتهاكات الاحتلال.

إذ نجد تدفق مليارات الدولارات والدعم العسكري والاقتصادي، بجانب الاجتماعات الأممية والإدانات وفرض أكبر حزمة من العقوبات في التاريخ على روسيا لوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

الغريب بدلًا من توجيه اللوم لعصاباته، كالعادة علق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على اتهامات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي حمل فيها القوات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وزعم بينيت زعيم المرتزقة أن رئيس السلطة الفلسطينية يوجه اتهامات لإسرائيل دون أساس صلب، وفقا للمعطيات الموجودة في حوزتنا حاليا.

مدعيًا أن هناك احتمالًا ليس بقليل بأن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النيران بشكل عشوائي وهم الذين تسببوا في مصرع الصحفية المؤسف”.

وواصل رئيس الوزراء الصهيوني أكاذيبه، قائلاً: “تم حتى تصوير مسلحين فلسطينيين وهم يقولون أصبنا جنديا وهو مرمي على الأرض.

لم يصب أي جندي إسرائيلي وهذا يطرح الاحتمالية بأن هم كانوا أولئك الذين أطلقوا النار وأصابوا الصحفية”.

ورغم ما حدث من اتفاقيات سلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل مؤخرا، إلا إنه لا يوجد أدنى شك حيال صدق وثبات مواقف كثير من الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية، وخصوصًا الشعوب.

لكن تلك المواقف يجب أن تترجم على أرض الواقع من قبل الزعماء العرب أنفسهم، إما باستدعاء سفراء تل أبيب لديها، أو وقف أي تعاملات مع قوات الاحتلال ومقاطعته تمامًا.

كما أن إبرام بعض العرب اتفاقيات مع إسرائيل، لا يعني أنها قد أهملت أو أغفلت حقوق الفلسطينيين الشرعية والتاريخية والقانونية.

يجب أن تشمل تلك الاتفاقيات، التأكيد الحثيث على تمسك الدول العربية وشعوبها بحق الفلسطينيين في دولتهم، ووقف عدوان الاستيطان عليهم من جهة وعلى المقدسات الإسلامية التي تمثل استفزازا لمشاعر المسلمين من جهة أخرى.

ومنذ عقود ويسجل للعرب الكثير من المواقف الواضحة، كما فعلت السعودية الشقيقة مع مصر ومنع تصدير النفط عام 1973 في وجه العدوان الإسرائيلي، وكذلك كثير من الدول العربية.

كما أن للدول العربية ثقلًا ووزنًا كبيرين ولكن نحتاج فقط إلى الإرادة والعزيمة والتمسك بحقوق الفلسطينيين، لمواجهة الاعتداءات الصهيوينة الغاشمة المخالفة للقانون الدولي وحقوق الإنسان الذي يتشدق به الغرب.

#

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *