إسراء محمد تكتب: إشكاليات الصراع بين الهوية والتراث
تتردد جملة “المصريون ليسوا عربًا” كثيرًا في منصات التواصل الاجتماعي، وقد باتت تتصدر النقاشات بين الشباب المصري، ولكن ما هو أصل هذه الجملة” ومن أطلقها؟ وما الهدف من تكرارها -خصوصًا- من قبل الشباب؟ وتكتب في هذا الموضوع إسراء محمد حول اشكاليات الصراع بين الهوية والتراث.
إسراء محمد تكتب: إشكاليات الصراع بين الهوية والتراث
ترتبط هذه العبارة بفكر القومية المصرية، التي نادى بها عدد من المفكرين في القرن العشرين، ومن أبرز هؤلاء طه حسين، الذي أشار في بعض كتاباته إلى الهوية المصرية ككيان مستقل، وخاصة في كتابه “الأيام”، حيث تناول تاريخ وثقافة مصر القديمة.
الإسلام وأصول الحكم
كما تناول علي عبد الرازق؛ في كتابه الإسلام وأصول الحكم مسألة الهوية المصرية ودورها في سياق الدولة الحديثة.
تظهر هذه الجملة كنوع من الاعتزاز بالتراث المصري، الذي يعتقد الكثيرون أنه أعمق من التراث العربي.
القومية المصرية
فالحضارة المصرية- بحسب هؤلاء المفكرين- لها جذور أعرق تختلف تمامًا عن الحضارة العربية، بل حتى عن الحضارة الإسلامية. فالقومية المصرية ليست مجرد انتماء ديني.
بل تتجاوز ذلك لتشمل هويات متعددة تشمل المصريين من أديان مختلفة، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو حتى يهود.
عبادة الأوثان
وظهرت هذه العبارة في سياق تاريخي حساس، حيث كان هناك اعتقاد سائد بأن المصريين القدماء كانوا كفارًا وأن تماثيلهم تمثل عبادة الأوثان.
هل المصريين القدماء كفار
هذا الاعتقاد خلق شعورًا بالاستياء لدى المصريين حيال تاريخهم وحضارتهم، مما دفع الكثيرين إلى تفضيل التعريف بأنفسهم كمصريين مسلمين بدلًا من التعريف كعرب.
مع تصاعد الأيديولوجيات الدينية المتشددة، تطورت فكرة أن المسلم يجب أن يكون عربيًا، مما جعل بعضهم يعتبر أن القول أنا مصري يعني الانتماء إلى الكفار الذين هم المصريون القدماء.
الحضارة المصرية
في المقابل، يسعى الكثير من الشباب المصري اليوم إلى إعادة الاعتبار لهويتهم المصرية، مستندين إلى جذورهم الثقافية وتراثهم العريق.
فالحضارة المصرية التي شهدت العديد من العصور لم تعد مجرد ذكرى، بل أصبحت مصدر فخر واعتزاز، ليس فقط للمصريين ولكن أيضًا لبعض الفئات الأخرى حول العالم.
هل اليهود أصحاب الحضارة المصرية
وقد حاول اليهود في فترات مختلفة توصيل فكرة أنهم أصحاب الحضارة المصرية، في حين أن الزنوج، الذين تم استعبادهم لقرون، بدأوا الآن في التعبير عن فخرهم بجذورهم المصرية في أوروبا وأمريكا.
لذلك، تبقى التساؤلات حول الهوية المصرية وعلاقتها بالعربية مستمرة، في وقت يسعى فيه الشباب المصري إلى الاعتزاز بمصريتهم، مؤكدين أن الحضارة المصرية ملك للمصريين، وأنه لا ينبغي لهم التنكر لهويتهم أو تاريخهم.