آخر الأخبارآراء حرة

شاهيناز عباس تكتب: واقعية الفكر الاقتصادي الإسلامي وأهم مباديء بابل القديمة

واقعية الفكر الإسلامي تنفي عنه الخيال، وتجعله مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالواقع وما يدور فيه، فهو لا ينفصل عنه تمامًا، فهو لا يسبح في بحار الخيال، ولا يحلِّق في أجواء المثالية المُجنَّحة، فيفرض إنسانًا لا وجود له في الواقع، كما صنع الفارابي في مدينته الفاضلة وأفلاطون في جمهوريته الخيالية، وكما تخيَّلت الشيوعية المادية.

واقعية الفكر الاقتصادي الإسلامي وأهم مباديء بابل القديمة

و يعتبر النظام الاقتصادي الإسلامي أحسن نظام اقتصادي فهو اقتصاد متفرد بخصائص لا يشترك معه فيها أي نظام من الأنظمة الاقتصادية المختلفة، فالاقتصاد الإسلامي ترك للسوق الحرية الكاملة للإنتاج والاستهلاك بدون تدخل من الدولة.

وبهذا يكون حقق معايير السوق الحر التي تنادي بها الرأسمالية أما تحقيقه لمعايير الاشتراكية فهي تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال أخذ الزكاة والصدقات من الأغنياء

وﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل أﻳﻀﺎ أنّ ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ إﺷﺒﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﳌﺴﻠﻢ – (وﻫﻲ ﺣاﺟﺎت ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺣﺴﺐ اﻷوﻟﻮﻳﺔ: ﺿﺮورات، ﰒ ﺣﺎﺟﻴﺎت ﰒ ﲢﺴﻴﻨﻴﺎت) – ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻐﻼل اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻠﻤﻮارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، وﻓﻖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .

وبشكل عام، فإن الاقتصاد الإسلامي يهدف إلى تحقيق نظام اقتصادي عادل ومستقر ومستدام، يلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع. وإلى تحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي للمجتمع، وذلك من خلال الجمع بين الملكية الخاصة والملكية العامة، والحرية الاقتصادية في إطار ضوابط شرعية، والتضامن الاجتماعي

هل الاقتصاد الإسلامي رأسمالي؟

فنحن لا ننكر أن في الاشتراكية بعض جوانب النفع، كما لا ننكر أن الرأسمالية كذلك، ولكن إثمهما أكبر من نفعهما، ويبقى الإسلام كنظام اقتصادي، بل ونمط عام للحياة وتنظيم العلاقات بكافة صورها ومناحيها ـ هو منهج الحق المحض الذي جمع ما في المذاهب الفكرية من المزايا والمنافع، متميزا عليها بالموازنة التامة بين المنافع الخاصة

أما خصائص النظام الإسلامي، فهو التكامل بين اشباع الجوانب المادية والمعنوية.

اقرار الملكيتين الخاصة والعامة.

اقرار الحرية الاقتصادية المنضبطة. اقتصاد غير قائم على الربا.

ومن أهمية الاقتصاد الإسلامي أنه يشجع على المنافسة الاقتصادية المتكاملة وليس المنافسة الاحتكارية بحيث يعيش المجتمع بشكل متكامل ومتوازن مع أفراده بحيث يحترم حقوقه وملكيته كما يحافظ الفرد على الملكية الجماعية ويحترمها وبذلك يسود المجتمع العدل والتوازن وتكافؤ الفرص والحياة الاقتصادية المتوازنة النظيفة

كما أنه يتميز عن غيره من الأنظمة الاقتصادية بكونه قائماً على مصادر دينية في المقام الأول، ويحتضن هذا العالم والعالم الآخر في مجمله، ويعلي من القيم الأخلاقية والعدالة الاجتماعية والرفاهية، والاعتدال والتوازن في كل ما يتصل بالفرد والمجتمع .

أهم أسس الاقتصاد الإسلامي

الأساس الأول: العمل على عدم تكديس المال والثروة في أيدي فئة قليلة أو طبقة بعينها في المجتمع. الأساس الثاني: العمل على تدوير رأس المال واستثماره وتحريم اكتنازه وتجميده.

الأساس الثالث: اقتصاد الأخوّة الإيمانية خاصة والإنسانية عامة. الأساس الرابع: اقتصاد التكافل والمشاعر الإنسانية.

الملكية المزدوجة: تختلف الملكية في الإسلام اختلافا جوهريا مقارنة مع النظم الاقتصادية الوضعية، فالملكية في النظام الرأسمالي هي ملكية خاصة (فردية)، والملكية في النظام الاشتراكي هي ملكية جماعية (الدولة).

أما الملكية في الإسلام فهي مزدوجة حيث يقر الإسلام حق الملكية الفردية إذا كانت بالوسائل المشروعة، كما يبيح الإسلام حق الملكية الجماعية ( العامة)

ومن اهم أركان الاقتصاد الإسلامي

أن المالك الحقيقي للمال هوالله عز وجل.

وله الحق سبحانه أن يحدد تصرفاتهم وفق ما يعلمه من حالهم وما يصلح شؤونهم. 

عدم الإضرار بحقوق الآخرين أو المصلحة العامة.

حماية مصالح بعض الفئات المحتاجة من منافسة الغير لهم كما هو الحال في مصارف الزكاة والإلزام بالنفقة على الأقارب.

المتأمل في مفردات تعريف الاقتصاد الإسلامي -والتي أشرنا لها سابقاً- من ثروة ومال وتكسب وتملك وإنفاق وإنتاج واستثمار وخدمات وتوفير وادخار ومسائل الفقر والغنى، ليدرك أن المسلمين من أوائل من اعتنى وألف الكتب في مسائل الاقتصاد.

أعتقد أن أفكار “ابن خلدون” أكثر أصالة من تلك الخاصة بـ”آدم سميث”، فعلى الرغم من أن الأول قام ببناء نظرياته على أسس وضعها عدد من أسلافه، مثل أرسطو وأفلاطون إلا أن “ابن خلدون” في النهاية هو الذي وضع أسس العديد من الأفكار الأصلية في مجموعة مختلفة من مجالات الفكر الاقتصادي.

“ابن خلدون” بوضع أسس عدد من مختلف مجالات المعرفة، ولا سيما علم الحضارة (العمران).

ومع ذلك، فإن إسهاماته الكبيرة في علم الاقتصاد يجب أن تضعه في تاريخ ذلك العلم كواحد من رواده، إن لم يكن “أباً للاقتصاد الحديث”، اللقب الذي أعطي لـ”سميث” الذي نشرت أعماله بعد حوالي 370 عاماً من وفاة “ابن خلدون”.

لم يقم “ابن خلدون” بوضع أسس الاقتصاد الكلاسيكي سواء في الإنتاج أو العرض أو التكلفة فحسب، بل كان أيضاً رائداً في تناول مفاهيم الاستهلاك والطلب والمنفعة، والتي تعتبر بمثابة حجر الزاوية في النظرية الاقتصادية الحديثة

كتاب أغنى رجل في بابل

الكتاب عبارة عن مجموعة من النصائح المالية الشخصية، أي الموجهة إلى مختلف أفراد المجتمع على اختلاف أدوارهم ووظائفهم. يستعين الكاتب بمدينة بابل العريقة لبناء بيئة القصة، وذلك لأن بابل -كما يقول الكتاب- كانت أغنى مدن العالم، وهي أولى الحواضر التي ازدهر فيها النظام المالي

ألواح بابل الصلصالية

يروي لنا الكاتب قصة باحث تغيرت حياته من مجرد باحث إلى أغنى الباحثين في زمنه، وذلك عندما قام بقراءة بعض الألواح الصلصالية من حضارة بابل العتيقة

ومن أفضل الطرق التي يقترحها الكتاب هي أن يقسّم الإنسان إيراداته الشهرية إلى: مدخرات، مصروفات، وسداد للديون. بحيث:

يدّخر 10% من إيراداته الشهرية، ويستطيع أن يستفيد من هذا المبلغ في الاستثمار.

يخصص 70% من الإيرادات من أجل أن يوفر الحياة الكريمة لنفسه ولأسرته.

يقسّم المتبقي (20%) على الأشخاص الذين يطالبونه بتسديد الديون، فيبدأ بالسداد لهم على شكل أقساط شهرية مستمرة.

إن الالتزام بهذه الخطةقد يعزز فرص الخروج من التعثرات المالية السائده في هذ العصر.

#

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *