لايت

رئيس الاتحاد العربي للتطوع لـ”رواد الاقتصاد”: العلاقات بين مصر والبحرين ذات عمق تاريخي

أجرى “رواد الاقتصاد” حوارًا خاصا، مع حسن محمد بوهزاع رئيس الاتحاد العربي للتطوع، وهي منظمة دولية غير حكومية مسجلة في مملكة البحرين، ويضم 17منظمة عربية رائدة في المجال التطوعي والمجالات التنموية والإنسانية.

ومنذ عام 2015، توصل الاتحاد العربي إلى أكثر من 1.2 مليون شخص من خلال أنشطته وأنشطة أعضائه، كما أن الاتحاد عضوا في ملتقى الاتحادات العربية بجامعة الدول العربية.

“عطاء بسواعد عربية”، شعار أطلقه الاتحاد العربي للتطوع في البحرين، والذي يمثل الأهداف التي انطلق من أجلها.

ولمزيد من التفاصيل حول الاتحاد وأهميته وأهدافه وأنشطته السابقة والمستقبلية، كان لـ”رواد الاقتصاد” هذا الحوار مع حسن محمد بوهزاع، رئيس الاتحاد العربي للتطوع في مملكة البحرين.

  • بداية أود أن اتطرق أكثر لرسالة الاتحاد العربي للتطوع ؟

توحيد الجهود التطوعية العربية وتوجيهها نحو خدمة المجتمع وخلق فرص للشراكات والتعاون لمصلحة المجتمعات، أما الدور المحوري للاتحاد فهو العمل على نشر ثقافة التطوع الذي أصبح ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة.

  • هل كانت فكرة الاتحاد في بدايتها سهلة الاستيعاب للمحيطين سواء في البحرين أو في دولنا العربية؟

لقد حظي الاتحاد منذ تأسيسه بالاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة لمملكة البحرين، وتسهيل إجراءات تسجيله، وإن إحتضان مملكة البحرين لمقره ما هو إلا دليل على أن المملكة سبَّاقةٌ دائماً في مجالات الخدمة المجتمعية والعمل التطوّعي.

ورائدة بمواقفها ومنجزاتها المشهودة بدءاً بقيادتها الرشيدة وقطاعاتها الحكومية والخاصّة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، وما هذا الاتحاد إلا نتاج لمسيرةٍ طويلة من النجاح والتفرّد في المملكة.

  • ما هي مجالات عمل الاتحاد العربي للتطوع؟

نعمل على تشجيع والدفع بعجلة التنمية في الوطن العربي بنشر ثقافة التطوع في العديد من المجالات وهي الصحة، التعليم، المياة والإصحاح البيئي، التمكين الاقتصادي، الحماية المجتمعية، الإغاثة والعمل الإنساني.

  • ما هي أبرز شراكات الاتحاد الفعالة على المستوى الدولي؟

لدى الاتحاد العديد من الشراكات وعلاقات التعاون مع وكالات الأمم المتحدة كبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والمنظمات الدولية كالاتحاد من أجل المتوسط وغيره.

بالإضافة إلى شراكات على الأرض مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية، ومؤسسة الأميرة العنود الخيرية ومؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان بالمملكة العربية السعودية.

وكذلك المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت، ووزارتي الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، والعديد من المؤسسات الحكومية.

أما أبرز الفعاليات الإقليمية والعالمية التي ينفذها الاتحاد مع شركاءه مثل سفينة النيل للشباب العربي، وجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لأفضل الأعمال التطوعية في العالم.

بجانب ذلك برنامج الأميرة العنود لإعداد القادة الشباب، وبرنامج التطوع الإبتكاري بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان وبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، والذي نفذناه في 17 أمانة على مستوى المملكة العربية السعودية.

كما ينظم الاتحاد جائزة المجلس العربي لشباب العالم بالتعاون مع المجلس العربي للشباب بجامعة الأمير محمد بن فهد بالمملكة العربية السعودية وبرعاية جامعة الدول العربية.

كما أطلق الاتحاد حملة من العراق تحت عنوان “شجّر” لتشجيع الناس على زراعة شجرة وزيادة المساحات الخضراء.

ومؤخراً وقع الاتحاد مذكرة تفاهم مع جامعة الدول العربية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول العربية، وذلك في الاحتفالية التي أقيمت بمناسبة اليوم العربي للإستدامة في فبراير 2024م.

  • ماذا قدمتم للأزمة الإنسانية في غزة؟

نحن من أوائل المنظمات التي بادرت في المساعدات وأرسلنا شحنات إغاثة بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في البحرين يرعاها نجل جلالة الملك سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة – ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وتحت عنوان إطعام قريبا سيتم إرسال مواد غذائية.

  • ما هي التحديات التي يواجهها الاتحاد في عمله؟

لا شك أن التمويل هو التحدي الأساسي الذي تعاني منه كل منظمات المجتمع المدني؛ ولكن نحن نسعى إلى أن تكون أنشطتنا وبرامجنا متميزة ونوعية، بحيث نستطيع من خلالها إيجاد الشراكات والتعاون لتنفيذها محاولةً منا للتغلب على هذه العقبة.

لكن ثمة تحديات أخرى من غير شك، حيث التغافل أو التجاهل لدور العمل التطوعي في مجتمعاتنا العربية يؤثر سلبًا على مساعينا الهادفة إلى تقديم خدمة مستحقة لهذا المجتمع أو تنميته بصورة أو بأخرى في مجال من المجالات، إضافة إلى معوقات أخرى لكنها تختلف من مجتمع إلى آخر.

  • ما هي خطط الاتحاد المستقبلية؟

لدينا فكرة في الوطن العربي بتدريب مليون شخص للتطوع، بتمكين الشباب وتدريبهم على العمل التطوعي، لأن الكثير حاليا يشاركون بطريقة عفوية، ونريد الإبداع والابتكار أكثر.

  • كيف يساهم الاتحاد في تبادل الخبرات بين الدول العربية في مجال التطوع؟

من خلال الملتقيات والندوات التي ننظمها، سنوياً لدينا أكثر من ملتقى، وكذلك الجوائز التطوعية التي تجمع أصحاب الخبرة والبصمات الإيجابية من مختلف دول العالم، مثل قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية لأفضل المشاريع التطوعية في العالم، وحفل جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في 15 سبتمبر منذ 14 عاما نكرم رواد العالم العربي.

كما أننا نختار شخصية من كل دولة عربية، فالعام الماضي كرمنا معالي الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري وقبلها الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة.

وكرمنا من قبل عمرو موسى رئيس جامعة الدول العربية الأسبق، وهم من الشخصيات التي تركت بصمة وأثر في مجال الشباب والمرأة والتطوع.

  • كيف يمكن للشباب أن ينضم للاتحاد؟

من خلال المنظمات الأهلية (أعضاء الاتحاد) في بلدانهم.

  • ما هي رسالتكم للمجتمع العربي حول أهمية التطوع؟

تشجيع ودعم الإبداع التطوعي في العالم العربي من خلال المساهمة في بناء القدرات والتدريب والتأهيل للإنسان العربي، وتطوير العمل التطوعي وتحويل التطوع إلى منهجية الحياة اليومية.

كما نسعى إلى توسيع دائرة التعاون مع المؤسسات الرسمية في مختلف الدول العربية في مجال التطوع والتنمية المستدامة.

  • كيف ترى العلاقات المصرية البحرينية؟

نكن لكل الأشقاء في جمهورية مصر العربية كل التقدير والاحترام، وننتهز هذه الفرصة لنعرب عن إعتزازنا بما يجمع بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة من روابط أخوية وطيدة وعلاقات تاريخية عريقة تزداد رسوخاً وتطوراً بفضل العناية الدائمة والرعاية المستمرة والإرادة المشتركة للبلدين الشقيقين، وحرصهما على دفع آفاق التعاون والتنسيق إزاء كافة القضايا والتطورات، مما يجعلها نموذجاً للترابط والتكاتف بين الأشقاء.

ونشيد بما تشهده الجمهورية الجديدة في ظل قيادة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي من جهود ضخمة، وخطوات جبارة في كافة المجالات وعلى رأسها المجال التطوعي والتنموي متمثلة في مبادرة حياة كريمة.

إن تاريخ العلاقات بين مصر والبحرين يشهد على عمق الروابط بين البلدين، حيث يتفقان في الرأي حول العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.

هذا التوافق يُسهم في تعزيز الإستقرار والأمن في المنطقة، ويعكس الرؤية المشتركة لكلا البلدين في مواجهة التحديات والتعاون في المجالات الإقتصادية، الثقافية، والسياسية.

وتم إطلاق إسم جلالة البحرين علي أبرز الشوارع الرئيسية في مدينة شرم الشيخ في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو ما يوضح حجم التقدير والإحترام المتبادل بين البلدين.

وتعد الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، والتعاون في المنظمات الدولية، تُظهِر مدى قوة هذه العلاقات وعمقها.

وفي ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة، تستمر مصر والبحرين في العمل معًا من أجل تحقيق مستقبل أفضل لشعبيهما، ولتعزيز السلام والإستقرار في العالم العربي.

  • نود في الأخير قبل أن ننهي الحوار أن تعرفنا على جمعية الكلمة الطيبة ؟

الجمعية تأسست عام 2002، أي منذ 22 عاماً، تضم الكثير من البرامج والأنشطة المبتكرة التي تمس حاجة المجتمع البحريني، ونعمل بشكل خاص في الأعمال الخيرية والإنسانية في البحرين وخارجها.

وعملنا في الدول المنكوبة والتي تأثرت بالزلازل مثل بيروت ولاجئي الروهينجا، وزلازل المغرب، وفي البحرين قدمت كل أنواع المساعدات للأسر المتعففة.

  • ماهي أبرز مشاريع الجمعية الإنسانية؟

ومن أبرز مشاريع الجمعية الإنسانية النوعية مشروع مضخات الأنسولين للأطفال المصابين بالسكري بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة وجمعية السكري البحرينية.

وتكفلنا من خلال هذا المشروع بتوفير 47 مضخة أنسولين، ومشروع حملة أمل لعلاج أطفال الشلل الدماغي وتكفلنا من خلال هذا المشروع بعلاج 72 حالة لمدة عام كامل، بالإضافة إلى مشاريع تفريج كربة والصدقات والأضاحي وكسوة العيدين وغيرها.

  • ماذا قدمت الجمعية للشباب؟

تهتم الجمعية بفئة الشباب من خلال مبادرة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لإعداد القادة الشباب بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت وساهمت بتخريج 210 من الشباب البحريني على مدار ثلاث سنوات متتالية.

أيضا ملتقى التبادل الثقافي بين مملكة البحرين وجمهورية تركيا تحت عنوان “شباب بلا حدود” وجائزة أفضل مشروع تطوعي بحريني وهي المنصة الطموحة للشباب العاملين في مجال التطوع لتقديم مشاريعهم التي تعالج مختلف القضايا في المجتمع والاستفادة من التجارب الناجحة لتطويرها وغيرها من البرامج المستمرة على مدار سنوات.

حوار الكاتب حسام راضي مع السيد/ حسن بو هزاع
حوار الكاتب حسام راضي مع السيد/ حسن بو هزاع

حوار: حسام راضي

#

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *